کد مطلب:241016 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:125

ما الدلیل علی أنه ارادته علمه
هذه الكلمة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی الإرادة التی رواها الشیخ الصدوق طاب ثراه و لربطها بها نذكر شیئا منها:

«قال سلیمان: فإنها - أی الارادة - اسم من أسمائه، قال الرضا علیه السلام: هل سمی نفسه بذلك؟ قال سیلمان: لا، لم یسم نفسه بذلك، قال الرضا علیه السلام: فلیس لك أن تسمیه بما لم یسم به نفسه، قال: قد وصف نفسه بأنه مرید، قال الرضا علیه السلام: لیس صفته نفسه أنه مرید إخبارا عن أنه إرادة و لاإخبارا عن أن الإرادة اسم من أسمائه، قال سلیمان: لأن إرادته علمه، قال الرضا علیه السلام: یا جاهل فإذا علم الشی ء فقد أراده؟ قال سلیمان: أجل، قال علیه السلام فإذا لم یرده لم یعلمه؟ قال سلیمان: أجل، قال علیه السلام: من أین قلت ذلك، و ما الدلیل علی أن إرادته علمه؟ و قد یعلم ما لایریده أبدا و ذلك قوله عزوجل: «و لئن شئنا لنذهبن بالذی أوحینا إلیك»، [1] فهو یعلم كیف یذهب به و هو لایذهب به أبدا». [2] .

قد سبق من سلیمان جعل الإرادة اسما فی أول المناظرة، وثنی ذلك هنا فقال: «فإنها اسم من أسمائه» و لكن أبطل علیه السلام كونها اسما سمی الله عزوجل نفسه بها باعترافه و من ثم ردة الإمام علیه السلام و منعه عن تسمیة ما لم یسم به. ثم عدل المروزی عنه إلی أنه تعالی وصف نفسه بأنه مرید.

و العدول من ادعاء شی ء إلی ادعاء ما یناقضه من مثل المروزی غیر عزیز، و قد تقدمت تناقضاته فی المناظرة و لیس هو أول قارورة كسرت. [3] .



[ صفحه 417]



ورده علیه السلام أیضا بأن توصیف نفسه بأنه مرید لادلالة فیه علی أنه هی الإرادة و لاأنها اسم له بل أن الفعل بعد تحققه من یصح الوصف بأنه الفاعل و الإرادة كما ذكرناها سابقا فعل من أفعاله.

ثم عدل المروزی من الصفة و الاسم إلی أنها علم فإذا أراد شیئا علمه و إذا علمه أراده فالعلم و الإرادة شی ء واحد، و أبطله الامام علیه السلام أیضا كسابقیه من ادعاء الاسمیة و الصوفیة و هذه دعوی ثالثة باطلة مثلهما،

و بیان البطلان بأنه لاملازمة بین العلم و الإرادة قد یكون العلم ثابتا و لاإرادة أبدا كما فی آیة «و لئن شئنا لنذهبن بالذی أوحینا إلیك» فهو تعالی قادر علی الإذهاب و عالم بكیفیة ذلك و لكنه لم یرده أبدا و لایذهب به أصلا.



[ صفحه 418]




[1] الإسراء: 86.

[2] التوحيد 452 - 451، عيون أخبار الرضا 151 - 150/1.

[3] أمثال و حكم 1375:3، و فيه «في الإسلام».

ثم لادليل للمروزي علي دعوي الوحدة بين الإرادة و العلم و ذكرنا وجه بطلانها في المتن طبق تصريح الإمام عليه السلام، و لعمري أن الآية المذكورة تنص علي ما أراده عليه السلام و تنطبق عليه تماما.